لقاح HPV: أمل جديد في الوقاية من سرطان عنق الرحم في المغرب

لقاح HPV: أمل جديد في الوقاية من سرطان عنق الرحم  في المغرب

سرطان عنق الرحم يُعد من أكثر أنواع السرطانات التي تصيب النساء حول العالم، حيث يحتل المرتبة الثانية في الانتشار عالميًا والأولى في العديد من الدول المتقدمة. وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، يتسبب هذا المرض في وفاة ما بين 250,000 إلى 300,000 امرأة سنويًا. لكن الأمل لا يزال موجودًا، خاصة مع تطور لقاحات فعَّالة ضد الفيروس المسبب لهذا السرطان: فيروس الورم الحليمي البشري (HPV).

ما هو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)؟

فيروس الورم الحليمي البشري هو فيروس ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ويصيب منطقة الأعضاء التناسلية. هناك أكثر من 100 نوع من هذا الفيروس، بعضها يسبب ثآليل تناسلية، بينما أنواع أخرى قد تؤدي إلى تطور سرطان عنق الرحم. معظم النساء يصبن بهذا الفيروس في مرحلة مبكرة من حياتهن الجنسية، لكن الجسم عادةً ما يتخلص منه تلقائيًا خلال عام. ومع ذلك، في بعض الحالات، يستمر الفيروس في الجسم وقد يتطور إلى سرطان.

الأعراض (غالبًا ما يكون بدون أعراض):

-الثآليل التناسلية: ظهور نتوءات صغيرة في المنطقة التناسلية.

-مشاكل في عنق الرحم: لا توجد أعراض واضحة حتى تتطور الحالة (مراحل متقدمة قد تُظهر نزيف غير طبيعي بعد العلاقة الجنسية أو بين الفترات الشهرية).

 -تغيرات في شكل خلايا عنق الرحم(قد يظهر على شكل إنتفاخات محمرة في بعض الأحيان).

-نزيف غير مبرر.

-آللم اثناء ممارسة العلاقة الجنسية.

-آفات محتملة التسرطن: تُكتشف عادة خلال الفحص الدوري بالمراكز الصحية من خلال فحص iva بالمراكز الصحية المغربية لفائدة النساء بين 30 و 49 سنة .

وسائل الانتقال:

-الاتصال الجنسي: الانتقال المباشر من خلال الجماع (المهبلي، الشرجي، أو الفموي).

-التلامس الجلدي: التلامس المباشر مع الجلد المصاب (حتى دون اختراق).

-نادرًا: من الأم إلى الجنين أثناء الولادة (في بعض الأنواع).

لقاحات HPV: الوقاية هي الحل

تم تطوير لقاحين فعَّالين ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وهما يعملان عن طريق تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تقاوم الفيروس. هذه اللقاحات تحتوي على "فيروسات وهمية" غير معدية، مما يعني أنها آمنة ولا تسبب المرض. لكن لتحقيق أقصى فائدة، يجب أن يتم التطعيم قبل بدء النشاط الجنسي، أي في سن المراهقة أو قبلها.

من يجب أن يحصل على اللقاح؟

الفئة المستهدفة الرئيسية للقاح HPV هي:

الفتيات في سن 9 إلى 14 سنة (قبل بدء النشاط الجنسي).

الشابات في السنة الأولى بعد بدء النشاط الجنسي.

الفئة المستفيدة مجانا من لقاح HPV: 

الفئة المستفيدة من اللقاح المجاني الذي توفره وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بشكل مجاني هن الفتيات بعمر إحدا حشر سنة (11 سنة) وذالك من خلال التوجه الى المراكز الصحية من المستوى الأول او الثاني.

اللقاح لا يمنع فقط الإصابة بسرطان عنق الرحم، بل يقلل أيضًا من خطر الإصابة بالثآليل التناسلية وأنواع أخرى من السرطانات المرتبطة بفيروس HPV.

اللقاح ليس بديلًا عن الفحص الدوري

على الرغم من أن اللقاح يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، إلا أنه لا يلغي الحاجة إلى الفحص الدوري عن طريق مسحة عنق الرحم (فحص Pap smear). الفحص الدوري يظل الوسيلة الأكثر فعالية للكشف المبكر عن أي تغيرات غير طبيعية في خلايا عنق الرحم.

مستقبل واعد: لقاحات علاجية

بالإضافة إلى اللقاحات الوقائية، تجري حاليًا أبحاث واعدة لتطوير لقاحات علاجية لفيروس HPV. هذه اللقاحات ستكون موجهة للنساء اللاتي أصبن بالفعل بالفيروس، وستساعد أجسامهن على التخلص منه قبل أن يتطور إلى سرطان. إذا نجحت هذه الأبحاث، فسوف تمثل نقلة نوعية في مكافحة سرطان عنق الرحم.

الخلاصة

لقاحات HPV هي خطوة كبيرة نحو الوقاية من سرطان عنق الرحم، لكنها تتطلب وعيًا مجتمعيًا ووصولًا أوسع للتطعيم. مع استمرار الأبحاث والتطورات الطبية، يصبح الأمل في القضاء على هذا المرض أقوى من أي وقت مضى. الوقاية تبدأ بالمعرفة، وكل خطوة نحو التوعية هي خطوة نحو إنقاذ حياة. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم